مفرج الدوسري: من اللي طق الولد

الله يرحم ايام المدرس الفلسطيني اللي كان يصك الطالب (طراق) يخليه يحفظ حتى المواد غير المقررة في المنهج! راحت ايام الاستاذ رأفت والاستاذ نضال والاستاذ عصام والوكيل أبو مازن والناظر محمد سعيد حمدان رحمهم الله جميعا، راحت ايام هيبة المدرس ومكانة المدرسة، راحت ايام المناهج القيمة، راحت ايام اولياء الامور العظام اللي كان الواحد منهم اذا قابل المدرس علشان يستفسر عن مستوى ولده يختم لقائه بالجملة الخالدة (لك اللحم ولنا العظم) والطالب عيونه تتقلب وهو يسمع هالكلام من ولي امره ويبلع ريجه! راحت ايام عز المدارس، وعز وزارة التربية، راحت ايام التغذية المدرسية اللي كانت (تريق) الطالب في الابتدائي والمتوسط والثانوي، وفي رياض الاطفال (ريقونه ويغدونه) ويخلونه (يقيل) عندهم وبعد العصر ياخذه ولي امره، الحين يشتري الطالب المسكين (فطيره) منتفخه من العفن وعصير طاقته الشمس لين تحلل، راحت ايام الملابس اللي توزعها الوزارة على الطلبة جاكيتات وقمصان وبنطلونات وكتب وكراسات وكشاكيل، الحين ولي الامر نص معاشه مخصص بس حق طلبات المدرسة والدروس الخصوصية، راحت ايام التقوية والانشطة المدرسية، فرق كبير بين امس واليوم، الحين المدرس والمدرسة والوزارة يخافون من ولي الامر ويرجفون من الطالب، واقل كلمة يسمعها الطالب من المدرس تخليه يغيب يومين والثالث يحضر معاه ابوه وامه واخوه والسايق عند مكتب المدير، وما عندهم غير كلمة وحده (من طق الولد، من اللي غلط على الولد، حرام هذا صغير لا تعقدونه)! المدرس يعتذر، والوكيل يبرر، والناظر يتعهد، يوم مشهود في تاريخ المدرسة، يا عمي ولدكم متعقد خلقه، لا يعرف يقرأ، ولا يعرف يكتب، ولا يحل واجبات، ولا يحفظ دروس، ولا عنده هوايات، ولا يشارك في انشطة، وكل يوم متأخر عن الطابور، وينام في الحصص، وايام غيابه اكثر من ايام حضوره، ونفيسه حده (زعول) من زين ولدكم! بس ينطر السما متى تمطر علشان يبوق سيارة ابوه والا اخوه ويقحص فيها من مكان الى مكان لين يتبدد الغيم وتجف الارض، هذا اللي فالح فيه ولدكم! والمصيبة انه ناجح في جميع المواد! شلون؟ الله اعلم سبحانه.

< نقطة شديدة الوضوح:

من الواضح ان وزارة التربية لم تعد قادرة على تربية الاجيال، وهذا امر طبيعي، فمن لم تقم اسرته بحسن تربيته فلن يربيه من لا يعنيه الامر سوى مرتبه آخر الشهر، والتعليم في الكويت يحتاج الى اعادة نظر في المناهج وطرق التدريس، والثقة بين المدرسة والاسرة تحتاج الى اعادة بناء وتوثيق على ان يتحمل كل طرف مسؤوليته ويؤدي دوره بشكل صحيح، عندها ستستعيد المدرسة دورها الريادي ويستعيد المدرس هيبته المفقودة.

مفرج البرجس الدوسري
MALDOSERY@ALWATAN.COM.KW

المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.